كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس بالشاطبى الاسكندرية - مصر
اسرة البابا اثناسيوس - كتاب مفتوح
كتاب مفتوح - دراسة سفر اعمال الرسل أونلاين

كنز الكنيسة: اسم يسوع المسيح
في الأصحاحين السابقين (1-2) رأينا كيف أعد السيد المسيح الكنيسة لكي تنطلق للعمل لحساب ملكوت الله. ففي الأصحاح الأول أوضح أن رأسها سماوي (الصعود) فيليق بها أن تكون سماوية، وفي الأصحاح الثاني رأينا قائدها هو الروح القدس الناري لكي تلتهب بالحب الناري. الآن يبدأ العمل في أورشليم كوصية السيد المسيح، فيقدم لنا القديس لوقا حقيقة إنجيلية هامة وهي أن كنز الكنيسة هو اسم يسوع المسيح.
1. شفاء الأعرج باسم يسوع الناصري 1 - 10. 2.

حديث عن الإيمان باسم يسوع 11 - 16. 3.

شهادة كل الأنبياء ليسوع 17 - 26.

آيات (3-6):- "فَهذَا لَمَّا رَأَى بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا مُزْمِعَيْنِ أَنْ يَدْخُلاَ الْهَيْكَلَ، سَأَلَ لِيَأْخُذَ صَدَقَةً. فَتَفَرَّسَ فِيهِ بُطْرُسُ مَعَ يُوحَنَّا، وَقَالَ: «انْظُرْ إِلَيْنَا!» فَلاَحَظَهُمَا مُنْتَظِرًا أَنْ يَأْخُذَ مِنْهُمَا شَيْئًا. فَقَالَ بُطْرُسُ: «لَيْسَ لِي فِضَّةٌ وَلاَ ذَهَبٌ، وَلكِنِ الَّذِي لِي فَإِيَّاهُ أُعْطِيكَ: بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ النَّاصِرِيِّ قُمْ وَامْشِ!»"

كان الكل قد وزع أمواله فمن أين لهما بالمال، لقد صار بطرس ويوحنا فقراء في المال ولكن صاروا أغنياء روحيًا فلهم قوة باسم الرب يسوع. ولنلاحظ أن اسم يسوع له قوة على الشفاء وقيامة الأموات وهذه القوة أعطاها الله لتلاميذه ليشهدوا لهُ. لقد صار للكنيسة كنز هو اسم يسوع المسيح.

آية (7):- "وَأَمْسَكَهُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى وَأَقَامَهُ، فَفِي الْحَالِ تَشَدَّدَتْ رِجْلاَهُ وَكَعْبَاهُ،" أمسكه بيده اليمنى = اليد اليمنى للرسول توضع على الرأس ليحل الروح القدس ولتهب الغفران وتشفى وتطرد الأرواح الشريرة وتقيم أساقفة وكهنة، وهكذا لكل أسقف نال وضع اليد. واليد اليمنى تشير للقوة التي صارت له بالمسيح. ولاحظ وصف لوقا كطبيب إذ يقول: تشددت رجلاه وكعباه = فهو يصف أماكن الضعف التي تقوت.

آية (8):- "فَوَثَبَ وَوَقَفَ وَصَارَ يَمْشِي، وَدَخَلَ مَعَهُمَا إِلَى الْهَيْكَلِ وَهُوَ يَمْشِي وَيَطْفُرُ وَيُسَبِّحُ اللهَ." لاحظ حركة الأعرج التي صار لها قوة غير طبيعية. فالطبيعي أنه لا بُد أن يتدرب على المشي لكننا نجده يثب.

آيات (9، 10):- "وَأَبْصَرَهُ جَمِيعُ الشَّعْبِ وَهُوَ يَمْشِي وَيُسَبِّحُ اللهَ. وَعَرَفُوهُ أَنَّهُ هُوَ الَّذِي كَانَ يَجْلِسُ لأَجْلِ الصَّدَقَةِ عَلَى بَابِ الْهَيْكَلِ الْجَمِيلِ، فَامْتَلأُوا دَهْشَةً وَحَيْرَةً مِمَّا حَدَثَ لَهُ." هذا هو قصد الروح القدس، أن ينظر الشعب ويعرف الحقيقة ويفكر ويحتار، كيف قام هذا باسم من صلبوه ودفنوه، بل أن تلاميذه يصنعون ما صنعه هو من معجزات. الروح يشهد للمسيح ليؤمن الناس.

آية (11):- "وَبَيْنَمَا كَانَ الرَّجُلُ الأَعْرَجُ الَّذِي شُفِيَ مُتَمَسِّكًا بِبُطْرُسَ وَيُوحَنَّا، تَرَاكَضَ إِلَيْهِمْ جَمِيعُ الشَّعْبِ إِلَى الرِّوَاقِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ «رِوَاقُ سُلَيْمَانَ» وَهُمْ مُنْدَهِشُونَ." تراكض الشعب = هذا هو هدف الروح القدس. متمسكًا = بروح الشكر والامتنان العميق لهما. لقد صار بطرس الآن صيادًا للناس كما قال له المسيح.

كشف سفر الأعمال عن موقف القيادات اليهودية، فإنهم إذ رفضوا يسوع المصلوب استمروا بعد صعوده في مقاومته، ومقاومة إنجيل المسيح القائم من الأموات والصاعد إلى السماوات الذي تكرز به الكنيسة.
يصف هذا الأصحاح بدء هذه المقاومة التي تستمر حتى زيارة الرسول بولس الأخيرة لأورشليم، فيدبروا مؤامرة لقتله (أع 23: 12-15؛ 25: 1-3)

1. القبض على بطرس ويوحنا 1 - 4.
2. الرسولان أمام المجمع 5 - 12.
3. ارتباك المجمع 13 - 18.
4. تهديد الرسولين 19 - 22.
5. صلاة من أجل الكرازة 23 - 31.
6. حياة الشركة 32 - 37

قصة شفاء أعرج من بطن أمه هي معجزة من بين كثير من المعجزات التي وهبها الروح القدس للرسل ليتمموها باسم يسوع المصلوب، لكن الروح اختارها لتحمل معنى خاصًا.
١- تمت المعجزة على أيدي بطرس ويوحنا، صعدا معا الي الهيكل (اع ٣)

- في هذه القصة المختصرة يتكرر اسمي الرسولين ثلاث مرات لتأكيد أن الاسمين يحملان معنى رمزيًا يمس حياة الكنيسة وحياة كل مؤمن صادق يود التمتع بعمل الروح القدس في أعماقه.

٢- الأول (بطرس) يمثل الإيمان حيث كلمة بطرس معناها "صخرة"، ويوحنا يمثل الحب الذي به نتعرف على الرب ونراه، - إذ وحده بين التلاميذ عرفه عند بحر طبرية، وقال لبطرس: "هو الرب" (يو 21: 7). - وكأن عمل الروح يتجلى في الكنيسة خلال الإيمان العامل بالمحبة.
٣-لقد تفرس فيه الرسولان قبل صنع المعجزة؛ كما يتطلع إلينا الله بعيني الحنو والاهتمام الشخصي. هكذا الحب يسبق العطاء
- مع اختلاف طبع القديس بطرس عن القديس يوحنا لكنهما ارتبطا بعلاقة صداقة عجيبة.
١- كان الأول يتسم بالغيرة والاندفاع، والثاني بالهدوء والحب.
٢- أنكر الأول السيد المسيح ثلاث مرات أثناء محاكمته، بينما رافق الثاني السيد حتى الصليب.

٣-ومع هذا نجد السيد يختارهما كرفيقين يُعدان له الفصح (لو 22: 8).
هذا وواضح من سفر الأعمال أن:
٤– التصاقهما ببعضهما البعض تزايد بالأكثر بعد قيامة السيد المسيح وصعوده إلى السماء.
٤- كرازه معا : فإذ كان بطرس ويوحنا يخاطبان الشعب بروح القوة والشهادة ليسوع القائم من الأموات، انفتحت أعين الكثيرين على معرفة الحق، حتى آمن نحو خمسة آلاف رجل(اع٤)
٥- القوا عليهم الأيادي معا: فألقوا عليهما الأيادي، ووضعوهما في حبسٍ إلى الغد(اع٤)
٦-الرسولان امام المجمع: "ولما أقاموهما في الوسط، جعلوا يسألونهما: بآيّة قوة، وبأيّ اسم صنعتما أنتما هذا؟"(اع ٤)
لقد بحثوا في أمرهما، فاكتشفوا أن سرّ قوتهما والهالة التي تحيط بهما "أنهما كان مع يسوع"، وأنهما قد حملا انعكاس بهائه عليهما.

٧- لقد أدركوا أنهما من رسل السيد المسيح الذين تبعوه والتصقوا به، وآمنوا به ولعلهم بلغوا هذه النتيجة من الآتي:
1. يحملان قوة في صنع العجائب، خاصة شفاء هذا الأعرج باسم يسوع المسيح الناصري.
2. يحملان روح المجاهرة والشجاعة في الشهادة له دون خوف أو تردد.
3. حملا روحه والمناداة بالحق الإلهي.
4. إدراكهما لأسرار العهد القديم بمفهومٍ جديدٍ.
5. مع عدم تعليمهما بثقافةٍ زمنيةٍ، يتحدان الحكماء (1 كو 1: 27-28)، بل ويفحمان مجمع السنهدرين نفسه، الذي يظن أنه حامي الإيمان والحق. إنهما مثل سيدهما الذي كان يتكلم كمن له سلطان (مر 1: 22)، مع أنه لم يتعلم الكتب في مدارس الربيين (يو 7: 15).

* تفَّوق العاميان على بلاغتهم وعلى رؤساء الكهنة، لأنهما لم يكونا المتكلمين بل نعمة الروح(205). ٨-تهديد الرسولين: "وبعدما هدّدوهما أيضًا أطلقوهما،
إذ لم يجدوا البتّة كيف يعاقبونهما بسبب الشعب، لأن الجميع كانوا يمجّدون اللَّه على ما جرى" (اع ٤) ٩- رفعا صلاه من اجل الكرازه: "ولما أُطلقا أتيا إلى رفقائهما، وأخبراهم بكل ما قاله لهما رؤساء الكهنة والشيوخ". [23]
ما أن انطلقا حتى ذهبا إلى الكنيسة التي كانت غالبًا مجتمعة للصلاة من أجلهما لكي يعطيهما الرب كلمة شهادة حيَّة وسط الضيق. ذهبا ليشترك الكل معهما في الفرح بعمل الله، ويقدم الكل معًا ذبيحة تسبيح وشكر لله.

١٠- وكانا عضوي البعثة التي بعثها الرسل لتسليم أهل السامرة الإيمان والعماد (أع 8: 14).
١١- وكانا في صحبة عند زيارتهما لقبر السيد المسيح (يو 20: 2).
١٢- كان لكل من القديسين بطرس ويوحنا أخ من بين التلاميذ، ومع هذا فإن ارتباطهما معًا أقوى بكثير من ارتباط كل منهما بأخيه حسب الجسد. هكذا كثيرًا ما تكون الصداقة في المسيح يسوع وفي العمل الروحي أقوى من الرباط الدموي.

قدم لنا الإنجيلي لوقا صورة مفرحة للكنيسة ذات القلب الواحد والنفس الواحدة مع شركة حية في العبادة والعطاء بسخاء. الآن يقدم لنا صورة مؤلمة لأسرة تطلب مجد ذاتها بروح الكذب، وإذ كان هذا الأمر هو أول حدث مؤلم داخل الكنيسة، كان رد الفعل حازمًا للغاية، ليقدم الروح القدس درسًا قاسيًا لمن تسول نفسه لاستغلال الحب الأخوي. وقد انتهى الأصحاح بصورة مفرحة حيث يغلب التهليل على حياة الكنيسة المضطهدة.

يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن ما حدث مع حنانيا وسفيرة معجزة أعظم من معجزة شفاء الأعرج، لأنها تكشف عن معرفة الروح القدس ما في القلب الخفي، ولأن ما حدث سبب خوفًا لدي كل السامعين(239).

نستطيع القول بأن المعجزتين متكاملتان، الأولى تكشف عن حب الله الفائق وحنوه نحو الإنسان، وأن الله لم يطلب منه حتى أن يؤمن قبل تلامسه مع الحب الإلهي، والثانية تكشف عن ضرورة الالتزام والأمانة في مخافة للرب، خاصة لمن قبلوا الإيمان وتمتعوا ببركات إلهية، فالحب الإلهي مرتبط بالمخافة، ومخافة الرب لا تنفصل عن الحب الإلهي.

 1. حنانيا وسفيرة 1 - 11.
2. نمو الكنيسة المستمر 12 - 16.
3. إلقاء الأيدي على الرسل 17 - 23.
4. تهمة الاسم 24 - 32.
5. موقف غمالائيل 33 - 40.
6. كلمة الله لا تُقيد 41 - 42.

لماذا لا يزال يُهان الرسل؟

لماذا فرح الرسل؟

"وأمّا هم فذهبوا فرحين من أمام المجمع لأنهم حُسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل اسمه". [41] لماذا يهان الرسل؟ لماذا يفرح الرسل؟

ظن أعضاء المجمع أن الرسل لن يعودوا للظهور أمام الشعب بعد أن حلّ بهم عار الجلد، وأنهم يصيروا في خزي. فقد كان الجلد يمثل عارًا وامتهانا لآدمية الإنسان،

- أما بالنسبة للرسل فحسبوه كرامة ومجدًا، لأن فيه شركة في آلام السيد المسيح وصلبه. كان الدم المتفجر من أجسامهم متعة الاصطباغ، حتى يترنموا: "من أجلك نُمات كل النهار" (رو 8: 36). "لقد جلدوهم"، هذه ضريبة هينة للغاية من أجل الشهادة للحق.

تحولت آلام الجلد التي لا تُحتمل إلى فرحٍ وشعورٍ بالكرامة في المسيح يسوع. هذا ليس عملًا بشريًا، إنما هو عمل الروح القدس فيهم الذي يسمح للمؤمنين أن يشربوا من ذات الكأس التي قبلها ربنا يسوع من أبيه!

خرج التلاميذ يكرزون بالفرح الروحي في الرب: "فرحين في الرجاء، صابرين في الضيق" (رو 12: 12).

* إن كان الطريق ضيقًا وصعبًا فكيف يكون: "نيري هين وحملي خفيف"؟ إنه صعب بسبب طبيعة التجارب، لكنه هين بسبب رضى المسافرين. فإنه يمكن حتى بالنسبة لما هو غير محتمل بالطبيعة أن يصير خفيفًا عندما نتقبله بشغفٍ. تذكروا أن الرسل الذين جُلِدوا رجعوا فرحين أنهم حسبوا أهًلا أن يهانوا من أجل اسم الرب(271).
القديس يوحنا ذهبي الفم

قدمت لنا الأصحاحات الخمسة الأولى (1-2-3-4-5) صورة حية عن كنيسة العهد الجديد في بدء انطلاقها، كيف قادها روح الله القدوس في أورشليم وسط ضيقات واضطهادات مستمرة، لتنمو وتتوسع بلا توقف. الآن وقد ازداد عدد المؤمنين جدًا وُجد فريقين، فريق من أصل يهودي يحمل في داخله تقديرًا خاصُا بالناموس والهيكل والطقوس اليهودية، وفريق آخر ناطق باليونانية يميل إلى التحرر من حرفية الناموس وعدم الخضوع للطقوس اليهودية. لكن لا يعني هذا انفصال الفريقين في العبادة، ولا وجود انشقاق، إذ كان الكل علي اتصال ببعضهم البعض، لهم الروح الواحد حتى وإن تعبّد كل منهم بلغته.

مع تزايد العدد واتساع الخدمة ظهرت مشاكل داخلية والتزامات يصعب أن يقوم بها الرسل الذين كان يشغلهم أولًا وقبل كل شيء خدمة الكرازة. من هنا ظهرت الحاجة إلى سيامة أول مجموعة من الشمامسة. ربما يتساءل البعض. لماذا لم تتم سيامة الشمامسة بعد يوم الخمسين مباشرة؟ نجيب على ذلك بأن تعداد المؤمنين كان قليلًا، وكان من السهل على الرسل والتلاميذ أن يسدوا احتياجات الشعب المادية من التقدمات التي جاء بها المؤمنون. أما وقد تكاثر العدد فصارت الحاجة ملحة أن يتفرغ الرسل لخدمة الكلمة. تزايد العدد فدخلت الكنيسة في التزامات الرعاية ومسئولياتها. ولم يكن ممكنًا للتلاميذ أن يلتزموا بهذه المسئوليات على حساب الكرازة والشهادة للسيد المسيح.

1. تذمر اليونانيين على العبرانيين 1 - 4.
الكرازة وخدمة الموائد
شروط السيامة

2. انتخاب سبعة شمامسة 5 - 8.
3. خدمة رئيس الشمامسة 9 - 10.
4. استفانوس أمام المجمع 11 - 15.

لماذا ثاروا على استفانوس دون الرسل؟
"ولم يقدروا أن يقاوموا الحكمة والروح الذي كان يتكلم به". [10]

١- كان استفانوس يهوديًا تربي خارج اليهودية، وتثقف باليونانية فكان فيلسوفًا مملوء حكمة. تقدست هذه الحكمة بقوة الروح القدس، فصار قوي الحجة ومملوء نعمة، مع هدوء الروح وصنع العجائب والآيات العظيمة. لهذا لم تستطع هذه المجامع أن تقاوم الحكمة والروح الذي كان يتكلم به.

٢- أدركوا ما لكرازة القديس استفانوس من خطورة علي الناموس، حيث كان يهيئ المؤمنين للتحرر من حرف الناموس وممارسته روحيًا. هذا في نظرهم يُحسب تجديفًا علي الناموس، متطلعين أنه حتمًا ستنتهي الطقوس الناموسية في حرفيتها.

٣-يري البعض إنهم استخفوا بالرسل كجليليين أميين، فكانوا يحسبون أنهم أعظم من أن يدخلوا في حوار معهم، أما استفانوس فكان شخصًا متعلمًا.

٤-يرى آخرون أنهم كانوا يخشون الرسل خاصة بعدما حدث مع حنانيا وسفيرة، وأيضًا أخرجهم ملاك الرب من السجن

+ جاء خطاب القديس استفانوس ليس دفاعًا عن نفسه، ولا عن الإيمان المسيحي، وإنما وجد الفرصة سانحة أن يقف أمام رئيس الكهنة وبعض الرؤساء والقيادات اليهودية ليقدم لهم دعوة كتابية صادقة للتمتع بالإيمان الحي. كان يتحدث معهم كتابيًا كما لو كان الكتاب المقدس مفتوحًا أمامه، ينطق بالروح القدس، ليعطي مفاهيم كتابية جديدة تخص شعب الله.

+ بكونه يهوديًا هيلينيًا، اقتبس عبارات الكتاب المقدس من الترجمة السبعينية.

+ خطابه كرازي من الدرجة الأولى.

+ وضع القديس استفانوس الأساس الروحي اللاهوتي الحي للمدافعين الكنسيين فيما بعد. فإن ما يشغل المدافع ليس الدفاع عن السيد المسيح وكنيسته، فالسيد قادر أن يدافع عن نفسه وعن كنيسته، لكنه يحمل قلبًا متسعًا ليكشف عن الحق الإنجيلي للمقاومين، فيقتنعوا معه بعمل الخلاص المجيد.

+ قدم القديس استفانوس عرضًا رائعًا للعهد القديم ككلٍ، ليبرز أن الإيمان بالسيد المسيح هو غاية الناموس والأنبياء وكل أسفار العهد القديم.

+ كان القديس يتكلم لا كمتهمٍ يدافع عن نفسه، بل كمن في مركز القوة، ليراجع الحاضرون أنفسهم ومفاهيمهم وقسوة قلوبهم وغرلة آذانهم، حتى لا يوجدوا بعد مقاومين للروح القدس كآبائهم (أع 7: 51).

+ دعاهم أن يرتفعوا معه كما إلى السماء ليروا بمنظارٍ روحي الناموس والأنبياء والهيكل وكل طقوس العبادة، يرون في يسوع المسيح أصل التاريخ ومصدر الخلاص، فلا يكملوا مكيال آبائهم المقاومين للحق الإلهي.

+ إن كان هذا الخطاب موجه إلى القيادات اليهودية المملوءة حقدًا ضد رب المجد يسوع وكنيسته،

+ فإنه كان أيضًا موجهًا بطريقة غير مباشرة للمؤمنين الذين من أصلٍ يهودي، وكانوا لا يزالوا عاجزين عن التحرر من حرف الناموس والطقوس اليهودية.

+ إنه خطاب ألقاه في آخر لحظات وجوده على الأرض ليصحح مسار كنيسة أهل الختان، إن صح التعبير، فلا تنشغل بحرف الناموس، ولا ترتبط بهيكل أورشليم.

تقسيم الاصحاح:
1. ظهور إله المجد لإبراهيم في أرضٍ وثنية 1 - 10.
2. نزول يعقوب أب الأسباط إلى مصر 11 - 19.
3. تربية موسى في قصر فرعون 20 - 29.
4. العليقة والأرض المقدسة 30 - 36.
5. مقاومة آبائهم لموسى 37 - 43.
6. خيمة الشهادة في البرية 44 - 45.
7. لا يسكن الله في مصنوعات الأيادي 46 - 50.
8. اضطهد آباؤهم الأنبياء ولم يحفظوا الناموس 51 - 53.
9. السماء المفتوحة 54 - 56.
10. استشهاد استفانوس 57 - 60.

هذا الإصحاح بداية القسم الثالث من سفر الأعمال والذي يتحدث عن اضطهاد الكنيسة بأورشليم، والتشتت الذي حدث وظهور كنائس الأمم.
(1) الاضطهاد والتشتت (ع 1-8)
(2) سيمون الساحر (ع 9- 25)
(3) فيلبس الشماس والخصي (ع 26-40)

كرازة فيلبس
١- لأهل السامره
٢- للخصي الحبشي

8 فَكَانَ فَرَحٌ عَظِيمٌ فِي تِلْكَ الْمَدِينَةِ
ع5: جاء فيلبس الشماس أحد رفقاء الشهيد استفانوس، نازلًا من أورشليم المرتفعة على الجبال إلى بلاد السامرة وهي الجزء الأوسط من بلاد اليهود، وأخذ يبشرهم بالمسيح.

ع6-7: كانت هناك استجابة شديدة وجماعية لبشارته، إذ أنهم تذكروا بشارة المسيح عندهم ولقاءه بالسامرية منذ حوالي 7 سنوات. وكانوا معجبين بكلام البشارة ومبهورين لما صاحبها من آيات مثل خروج الأرواح الشريرة من المصروعين بها، وكانت الأرواح تصرخ بصوت عظيم مرعب من قوة اسم المسيح. كما تم شفاء كثيرين من المفلوجين (المشلولين) والعرج.

ع8: حل الفرح في المدينة بالإيمان الجديد وبالمعجزات الشافية العظيمة.

† حقا إن الرب يحول الحزن إلى فرح ومكسب روحي، ويسيطر على كل أحداث الحياة لتعمل لخلاصنا ما دمنا نحبه (رو8: 28). فلا تنزعج من الضيقات، فالله يحولها لخيرك